" نور " طفلة سقطت من الطابق الرابع و" انطفأت " بعد أن رفض مشفى " مشهور " استقبالها بحلب الاثنين - 3 آب - 2009 - 21:07:24

نور " طفلة لم تكمل عامها الرابع ، انطفأت بين أحضان والدتها بعد أن سقطت
من الطابق الرابع في حي " الاسماعيلية " مقابل مدرسة الأمين بحلب مساء يوم
السبت ، ورفض مشفى " ب " الخاص القريب من المكان الذي سقطت فيه استقبالها . كانت
" نور " تعاني من ضعف في السمع أخر قدرتها على النطق خلال سنواتها الثلاث
الأولى ، عمل والدها جاهداً على معالجتها ، وانتهى به الأمر بشراء سماعة
وضعها في أذن طفلته ، فقبلتها والدتها وبكت فرحاً ، وبعد أن استعادت سمعها
و نطقها فقدت روحها ، فقبلتها والدتها قبلة هي الأخيرة وبكت ..خرجت لاستقبال والدها .. فسقطتوروت
والدة " نور " قصة موت طفلتها لـ عكس السير بقولها " ذهب والدها لشراء بعض
الحاجيات للمنزل ، وبعد فترة من الزمن سمعت نور صوتاً يشب صوت والدها ،
فاندفعت باتجاه الباب وفتحته ، وبعد برهة من الزمن خرجت ونظرت إلى أسفل
الدرج ، وفجأة سقطت "وتابعت
" ركضت على الفور وحملتها ، وتبعني أحد الجيران وتوجهنا إلى مشفى " ب "
المجاور للبناء الذي نعيش فيه ، فدخلنا المشفى وكانت دماء نور تسيل بغزارةوأكملت
والدة " نور " حديثها لـ عكس السير : " وفور دخولنا إلى المشفى استقبلتنا
ممرضة أحضرت بعض الكحول و مسحت أنف نور ، فاستفاقت نور من غيبوبتها ،
وطلبت مني الممرضة أن أصعد بها إلى الطابق العلوي ".واستطردت
" وفي الطابق العلوي استقبلني شخص بلباس أبيض ، نظر إلى نور التي كانت
الدماء تسيل منها بغزارة ، ودون أن يحرك ساكناً طلب مني أن أنزلها إلى
الطابق السفلي ".وأكملت
" نزلت إلى الطابق السفلي ، فاستقبلني شخص آخر ، وطلب مني أن أنقل نور إلى
قسم الإسعاف من جديد ، فعاودت الكرة ، وبعد حوالي ثلث ساعة من الجري بين
الطوابق رفضت إدارة المشفى استقبالها ".رحلة بين المشافي .. وفي النهاية ماتت نورفحملت
والدة " نور " طفلتها المصابة ونقلتها إلى مشفى " ف " الخاص ، إلا أن
إدارة المشفى رفضت استقبالها بسبب " أعمال الصيانة في المشفى ".فحملتها
وتوجهت بها إلى مشفى " المارتيني " الخاص " فحاول أطباء المشفى إنقاذها ،
إلا أنها كنت قد فارقت الحياة " على حد تعبير والدتها .وقال
" غسان قطيش " والد الطفلة لـ عكس السير " لماذا رفض المشفى استقبالها ،
وهو يضع لافتة كبيرة كتب عليها انه يستقبل حالات الإسعاف ليلاً ونهاراً ؟؟وتابع " كيف تركوا طفلتي تنزف أمام عيونهم وتموت دون أن يقدموا أية مساعدة ، حتى الإسعافات الأولية لم يقدموها ".وأضاف
" إن وفاة ابنتي فاجعة بالنسبة للعائلة ، ولكن ما زاد فاجعتنا هي الطريقة
التي تعامل بها المشفى مع ابنتي ، أنا لا أنكر أن الأعمار بيد الله ، ولكن
علينا أن نأخذ بالأسباب لا أن نتركها دون أية إسعافات ، ونقول ان عمرها قد
انتهى ".وختم
حديثه بالقول " لن أسامح المشفى على التقصير والإهمال وعدم المبالاة "
وسادت لحظات من الصمت في المنزل الذي اتشح بالسواد ، وبعد برهة من الزمن ،
أخرج صورة " نور " نظر إليها بصمت .إدارة المشفى : لا نملك أجهزة إسعاف ومن
جهة أخرى قالت إدارة مشفى " ب" لـ عكس السير : " وصلت الطفلة وهي تعاني من
نزف شديد ، وإصابة بالغة في الرأس ، ولم نستطع تقديم أي إسعافات لها بسبب
عدم وجود جهاز تصوير طبقي محوري ".وتابعت
" كما أننا لا نملك إلا منفسة واحدة في غرفة العناية ، وهي الآن مشغولة من
قبل مريض آخر ، لذلك لم نستطع تقديم أية مساعدة لها ".وختمت
الإدارة " وحتى لو قدمنا لها الإسعافات لم تكن لتنفع معها أبداً ، لأنها
كانت شبه متوفاة ، كما أننا لم نتقاضى من أهلها أي مبلغ مادي استقبلناها
وقمنا بتخريجها دون أن يخسر والدها ولا حتى ليرة واحدة ".مدير صحة حلب : كل مشفى مهما كان اختصاصه هو مشفى إسعافيومن
جهته قال الدكتور " عمار طلس " مدير صحة حلب في اتصال هاتفي لـ عكس السير
" إن كل مشفى مهما كان اختصاصه هو مشفى إسعافي ، يتوجب عليه أن يستقبل
الحالات الإسعافية وان يقدم كل ما يستطيع من أجل إنقاذ حياة المواطن ".وتابع
" والمشافي التي لا تملك جناح للإسعاف ، يتوجب عليها أن تقدم الإسعافات
الأولية على الأقل ، قبل أن يتم نقل المريض إلى مشفى آخر تتوفر فيه
المعدات الإسعافية ".وأضاف " وفي حال رفض المشفى استقبال الحالة الإسعافية ، يتم التحقيق بالأمر ، وفي حال ثبت تقصيره يتم توجيه العقوبة المناسبة بحقه ".يذكر
أن مشفى " ب " يعتبر من المشافي " العريقة " في حلب ، تأسس في ثمانينات
القرن الماضي ، ويحتوي على 21 سريراً ، وهو متخصص بأكثر من 7 اختصاصات ،
إضافة إلى " الإسعاف ليلاً نهاراً " ، بحسب لافتة المشفى

لاحول ولا قوة الا بالله